اقتصاد خبير في المياه يحذّر: صفاقس على أبواب كارثة بيئيّة
الخبر المفزع الذي أعلن عنه الاستاذ الجامعي والخبير في المياه محمد صالح عبيد خلال الأسبوع الماضي على هامش انعقاد لجنة الكوارث والمتعلّق بالأخطار التي يمكن ان تتعرّض لها صفاقس وخاصّة الساحل الشمالي للمدينة من امكانية الغرق وقد اتصلنا بالخبير عبيد الذي أكّد انّ الأمر لم يعد يتعلّق بالتهديد لأنّ الكارثة حصلت فعلا واصبحت صفاقس في وضع خطير جدا وأوعز هذه الوضعيّة الى ارتفاع مستوى المياه عن الغطاء الأرضي وذلك بسبب مياه الأمطار الراكدة في عديد المواقع باعتبار انّ أرض صفاقس منبسطة وعدم توفر الحلول لضخّها ولعل الأخطر من كل هذا هو انّ ما يعبّر عنه بالآبار التي يعتمدها الصفاقسية لتصريف المياه المستعملة يمكن ان يؤثر على المائدة المائيّة وذلك من خلال اختلاط المياه المستعملة مع المياه النظيفة وهذا ما ينتج عنه تلوث خطير يمكن ان يعصف بصحّة المواطن الذي يستعمل الماجل لحلّ لغزي الأمطار.
حلول عاجلة
وحتى يمكن التقليص من وطأة هذه الكارثة فإنّ الأستاذ عبيد يرى انه من الضروري اعداد برنامج سريع وطارئ للتصدّي لهذه المخاطر وذلك من خلال ربط كل المنازل بشبكة تصريف المياه التابعة لديوان التطهير من جهة أخرى يبدو من الضروري توفير مسالك وأودية لتسريب مياه الأمطار نحو البحر وذلك في محاولة للحدّ من تراكم المياه لمدة طويلة.
مسؤولية من؟
ولعل ما يبعث على القلق هو انّ الأستاذ عبيد كان قد حذر منذ سنوات من الوصول الى هذه النتيجة وقدّم دراسته للجهات الرسمية لكي تتدخل وتستعد لدرء هذه الكاثرة لكنّ طلبه بقي حبرا على ورق وهنا تتحمل السلطة الجوية والمجتمع المدني مسؤولية ما يحدث الآن لأنهم تجاهلوا التحليل العلمي للوضع ولم يتدخلوا بشكل جدي لتجنيب صفاقس مثل هذه الكوارث.
الحبيب